خبراء: الذهب يقترب من تحقيق أسعار قياسية جديدة

واصلت أسعار الذهب تحطيم مستويات سعرية جديدة خلال الأيام الماضية مع تدفقات استثمارية كبيرة خوفاً من تفويت الفرصة وزيادة الشراء المؤسسي من البنوك المركزية. ونتساءل عن الأسباب وراء النمو المستمر للذهب بنسبة تتجاوز 51% منذ بداية العام، وهل فاتت فرصة شراء الذهب للاستثمار أم لا؟

كشف مجلس الذهب العالمي عن انتعاش مشتريات البنوك المركزية من الذهب في أغسطس، بإضافة 15 طناً صافياً للاحتياطيات العالمية. وأكد التقرير أن هناك سبعة بنوك مركزية زادت احتياطاتها من الذهب، بينما خفض بنكان آخران احتياطاتهما. ورغم ارتفاع الأسعار القياسي، حاولت البنوك المركزية زيادة تعرضها للذهب.

استمرار التوترات التجارية والجيوسياسية، وضعف الدولار الأميركي، ساعد في دفع الذهب إلى أعلى مستوى في عام 2025، حيث سجل 39 قمة سعرية جديدة مدفوعة بالاستثمار كملاذ آمن. وارتفع سعر الذهب بنسبة 46.6% منذ بداية العام حتى سبتمبر، محققاً أعلى عائد منذ عام 1979.

صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب سجلت أكبر تدفقات في سبتمبر، مع تدفق إجمالي بقيمة 26 مليار دولار مدفوعة بارتفاع الأسعار والإقبال الاستثماري. ووصلت الأصول المدارة لصناديق الاستثمار إلى 472 مليار دولار في نهاية الربع الثالث، بزيادة 23% عن الربع السابق.

صرح أولي هانسن من ساكسو بنك بأن الذهب واصل مساره الصعودي منذ عام حيث تجاوز سعر شراء الذهب الفوري 4000 دولار للأونصة. وأشار إلى أن التوترات الجيوسياسية والاقتصادية دعمت الاستثمار في الذهب، متوقعاً استمرار الاتجاه نحو الذهب والفضة والبلاتين.

تؤكد دانييلا سابين هاثورن أن الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة أدى لزيادة ارتفاع أسعار المعادن في الأسابيع الأخيرة، وذلك بالتزامن مع توقعات بتيسير السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

وأشار فيجاي فاليشا إلى أن المعدن الأصفر يستمد قوته من الطلب التحوطي، إغلاق الحكومة الأميركية، وتصاعد التوترات السياسية. وواصلت صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب تدفقاتها للأسبوع السادس على التوالي، ما يعكس إقبالاً مؤسساتياً قوياً على المعدن.