الإمارات تتصدر الشرق الأوسط في التداولات الإلكترونية للمشتقات المالية

تحتل الإمارات العربية المتحدة مقدمة الدول في الشرق الأوسط من حيث النمو القياسي في التداولات الإلكترونية للمشتقات. حيث تشغل الإمارات أكثر من نصف التداولات في المنطقة وتتصدر في حجمها الكلي. وأكد طارق شبيب، الرئيس التنفيذي لشركة كابيتال دوت كوم، أن الإمارات أصبحت عاصمة مالية عالمية للتكنولوجيا الرقمية بفضل عدة عوامل.

عزا شبيب هذا التصنيف إلى توفر بيئة تنظيمية حديثة، جيل رقمي ذو طموح، واتصال انترنت سريع. وتساهم الهواتف الذكية بشكل كبير في تمكين الأفراد من المشاركة في الطفرة الاقتصادية الإماراتية. وخلال فعاليات "أسبوع أبوظبي المالي 2025"، قُدرت قيمة التداولات الإلكترونية في الإمارات بأكثر من 576.5 مليار دولار.

وأوضح شبيب أن منصة "كابيتال دوت كوم" كشفت في دراسة تحليلية أن تعلّم التداول الإلكتروني يرتكز بشكل كبير على الممارسة الفعلية. ووفقاً للبيانات، فإن 45% من المتداولين في المنطقة يبدأون بحسابات تجريبية، وهي نسبة تفوق أوروبا. كما أظهرت الدراسة أن نسبة التعليم الجامعي في المنطقة أعلى مما هي عليه في أوروبا بأكثر من 20%، مما يوضح إمكانيات أكبر لتحقيق دخل سنوي يفوق 200 ألف دولار.

وأكد شبيب أن لوائح هيئة الأوراق المالية والسلع في الإمارات تتيح تداول عقود الفروقات، مما يمنح المستثمرين إمكانية الوصول إلى الأصول المالية العالمية. وعلى الرغم من اعتبار هذه الأدوات عالية المخاطر، فإنها تتطلب توجيه كبير نحو التعليم والشفافية في إدارة المخاطر.

منذ أن حصلت "كابيتال دوت كوم" على ترخيصها في الإمارات، أصبحت الدولة واحدة من الأسرع نمواً في سوق التداولات الإلكترونية. وحسب نتائج الدراسة، بلغت أحجام تداول الشركة في النصف الأول من 2025 نحو 1.5 تريليون دولار، بزيادة كبيرة عن الفترات السابقة.

يرى شبيب أن الإمارات قادت تحويلات اقتصادية نوعية من خلال استراتيجيات متقدمة تدفع نحو اقتصاد رقمي تنافسي. ويتميز المتداولون في المنطقة بنشاطهم وقدرتهم على اتخاذ قرارات سريعة، حيث أنجزوا 71% من صفقاتهم خلال اليوم نفسه.

رغم تحقيق نسبة عالية من الصفقات الناجحة، إلا أن مناطق ضعف ما زالت قائمة، خاصة في مجال إدارة المخاطر. ويشكل تعزيز الوعي المالي ضرورة لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.

يسعى شبيب لتعزيز الثقافة المالية في المنطقة من خلال أدوات تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يضمن مشاركة مسؤولة وتحويل الطموحات إلى مكاسب مالية طويلة الأمد.